Environment from the words of jarir
Tuesday, January 8, 2019
التحويلات الجذرية فى اللغة العربية بعد ظهور ظاهرة وسائل الإعلام الإجتماعية
مقدمة المقالة
بسم الله الرحمن الرحيم, الصلاة والسلام على أشرف المخلوقين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
إن مما لا يختلف فيه اثنان ولا يظهر فيه رأيان ان العالم الجديد قد تولدت فيه تغيرات جذرية من اجل دخول ظاهرة وسائل الإجتماعية . وان الوسائل الإجتماعية لها مكانة مرموقة فائقة في تعيين طريق فكرة المجتمع حيث انها تبنى جيلا جديدا وفقا للمصطلحات الجديدة. وقد وقعت تحويلات غير قليلة فى مجال العلمية, والإقتصادية,والثقافية وما اليها فى مجال اخرى. فاللغة العربية ايضا قد تعرضت لتحويلات جذرية من اجل ظاهرة وسائل الإجتماعية . وقد دخل الى العربية مصطلحات جديدة والفاظ عديدة من اجل شيوع ظاهرة وسائل الإعلام ووسائل الإجتماعية خارح من تتعلق بالألفاظ التي نتردد إليها من المترادفات العربية
وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في تدهور استخدام اللغة العربية
إنَّ العـالَم المعاصـر يشهد مجموعـةً مـن التحوُّلات المتسـارعة في مجـال الاتصـال وتقنيـة المعلومـات؛ مـا جعـل العالَمَ "قريةً صغيرةً"، تضمحل فيها المسافاتُ والحدود، وتنتقل فيها المعلومات إلى سائر أنحاء المعمورة في لمح البصر.ولا شك أنَّ هذه التغيُّراتِ لها تأثيرٌ مباشـر في اللغة العربية، سلبًا وإيجابًا، فلا يُنكِرُ أحد ما أَسْدَتْه التكنولوجيا الحديثة من خدمات جمَّة للغة العربية على صعيدِ توفير أدوات وتطبيقاتٍ إلكترونية حافَظَت على فكرة تعليم العربية بالاعتماد على المبنى العربيِّ الفصيح، سواءً في الدروس التي تُقدِّمها، أو في النصوصِ التي تتضمَّنها، والتي اهتمَّت بالقواعدِ اللُّغوية السليمة، وطُرُق الكتابة الإملائية الصحيحة.مِن هنا تأتي هذه المقالة المركَّزة لتسليط الضوء على الدور السلبيِّ الذي تضطلع به هذه الوسائلُ فيما يخصُّ استخدامَ اللغة العربية، مبيِّنةً بعض تجلِّياته، وبعضَ الأسباب الكامنة مِن ورائه، ومقترحةً بعضَ الحلول.
: وسائل التواصل الاجتماعي وتدهور استخدام اللغة العربية: المظاهر والأسباب:
تنتشر اليوم في مختلف مناطق العالَم مواقعُ تُعرَف باسم وسائلِ التواصل الاجتماعيِّ، أو الإعلام الجديد كما يحلو للبعض تسميتُها، ونذكر منها: الفيسبوك (facebook)، والتويتر (twitter)، والواتس أب (whatsapp)، واللينكد إن (linkedin)، والأنستغرام (instagram)، والفايبر (viber)، وغيرها، وهي في معظمها منظومةٌ من الشبكات الإلكترونيَّة التي تسمح للمشتركين بإنشاءِ مواقعَ خاصةٍ بهم، ومِن ثَمَّ ربطهم من خلال نظام اجتماعيٍّ إلكترونيٍّ بأعضاء آخرين لديهم الهوايات والاهتمامات نفسُها.ولا يخفى علينا ما أَحْدَثَتْه هذه الشبكات التفاعليَّة مِن نقلات نوعية في حياة الناس، فأصبحوا مهووسين بها، ويجدون صعوبةً في الإقلاع عنها؛ بسببِ ما وفَّرَتْه لهم من إمكانات.ولا يمكن أنْ ننكرَ تأثيرَ هذه المواقعِ في استخدام اللغة العربية، ومِن تجليَّات ذلك - مثلًا - ابتداعُها كلماتٍ تثير الاستغراب، عزَّزت الهوة بين الجيل الجديد مِن مستخدمي هذه الوسائل ولغة الضاد.
.
ووجد أكثر مِن سببٍ أدَّى إلى ضمور اللغةِ العربية الفصحى، وسيادة العاميِّ والغريب، والمفردات الأجنبيَّة الدخيلة، ووقوع الدارسين والمتعلِّمين في الأخطاء اللغويَّة الشنيعة.ويشير هذا البحث إلى تحذيرات الغيورين على لغة الضاد في القرن الماضي عند ظهور الصحافة في البلاد العربية في القرن التاسع عشر لأول مرَّة، وتنبيههم إلى انحدارها إلى مستويات متدنِّية، وتَعَالَت صيحات الأدباء والكتَّاب بضرورةِ الحرص على صحة اللغة العربية وسلامتها، وظهرت عدَّة كتب تُعنَى بما اصطلح عليه لغةُ الجرائد؛ لتصحِّح الخطأ، وتقوِّم المعوجَّ من أساليب الكتابة، وترُدَّ الاعتبار للغة العربية، وتمَّ تكليف أدباء كبار ولغويين لتحرير المقالات وتصحيح المعروض على النشر، وكان عليهم ابتكارُ لغةٍ وسيطة، سمِّيت بـ"اللغة السيَّارة" نسبةً للصحف السيَّارة التي ظَهَرَت حينئذٍ.
لكنَّ الظروف الاقتصادية والسياسية والثقافية التي شهدتها البلاد العربيَّة تَمَخَّض عنها ضعفُ اللغة العربية، وهيمنةُ اللهجات العامية، وأصبَحَت اللغة العربية عند الكثيرين من الناس هي لغةَ الإعلام والصحافة اليوميَّة ولتقريب الصورة أكثر من هذه الظاهرة، فإنَّه يتمُّ كتابة وسائل الإعلام الإجتماعية رقم "2" بدلًا من الهمزة، و"3" بدلًا من العين، و"5" بدلًا من الخاء، و"6" بدلًا من الطاء، و"7" بدلًا من الحاء، و"8" بدلًا من القاف، و"9" بدلًا من الصاد.
وقد قمت عبر حسابي الخاص على الفايسبوك بإعداد استبيان لجمع معطيات عن الموضوع بطريقة علميَّة؛ حيث وجَّهت ثلاثةَ أسئلة إلى تسعة وعشرين شخصًا، عدد كبير منهم يدرسون معي في سلك الماستر[9]، وكانت حول الأسباب التي تدفع المستعمل العربيَّ إلى استخدام الحروف اللاتينية عوض العربية، ولماذا يفضل العامية على الفصحى؟ وما هي المقترحات الممكنة لتجاوزِ هذا الوضع؟
فهذه النتائج الآتية :
بالنسبة للسؤال الأول: ما هي الأسباب التي تدفع المستعمل العربيَّ إلى استخدام الحروف اللاتينية عوض العربية؟
كانت الإجابات متقاربة:
• هناك إشكال تقنيٌّ؛ ذلك أنَّ أغلبَ الهواتف والحواسيب مبرمجة باللغات الأجنبيَّة، وهذا يضطر إلى استعمال الحروف اللاتينية.
• ضعف الأداء اللغويِّ هو الذي يفسِّر اللجوءَ إلى تلك الظاهرة.
• المسألة نفسيَّة بامتياز، فهناك إحساس بالانهزامية والدونية أثناء استعمال الحرف العربيِّ، في حين أنَّ استخدامَ الحرفِ اللاتينيِّ يُكسِب الشخصَ إحساسًا بالتقدُّم والتميُّز.
• المسألة مسألةُ تعوُّد.
وأما السؤال الثاني لماذا يُفضِّل المستخدم العربيُّ لوسائل التواصل الاجتماعيِّ العاميةَ على الفصحى
كانت الأجوبة متطابقةً تقريبًا:
• العامية أسهل من الفصحى، وأكثر دورانًا على الألسن، وأقلُّ تطلُّبًا للقواعد.
قلَّة مَن يتقن اللغةَ الفصحى.
المسألة مرتبطة بالاحتلال الأجنبيِّ.
أمَّا بالنسبة للحلول والمقترحات، فالذي لاحظته هو أنها كانت قليلةً، ولم تخرج في الغالب عن المطالبة بتكثيف حملات التوعية والتحسيس، ووجوب أخذ المبادرة والشعور بالمسؤولية.
وأسجِّل هنا أنَّ بعضَ الطلبة قد أجاب بأنَّ الحلولَ تكاد تكون منعدمةً، في حين ربَطَها البعضُ بضرورةِ توافر الإرادة السياسيَّة، والتخلُّص من التبعيَّة للغرب.
المحور الثاني: بعض الحلول والمقترحات لمواجهة هذا الوضع
لقد حاولتُ في هذا المحور أنْ أَذْكُر بعضَ الحلول والمقترحات ذاتِ الطابع العمليّ؛ فكثير هو الكلام الذي قيل في هذا الصدد، لكنه يقف عند مستوى التنظير، ومن هذه الحلول:
• توعية الشباب والأطفال بكيفيةِ الاستعمال العقلانيِّ والإيجابيِّ؛ حتى تصبحَ الشبكات الاجتماعيَّة أداةً للبناء، وليس وسيلةً للهدم، وأداةً للتثقيف والاستفادة، وليس لتضييعِ الوقت والانسلاخ والابتعاد عن مبادئ اللغة الأُمِّ.
• تعليم الشباب وتأطيره بصفة عامة - والطلبة بصفةٍ خاصة - منهجيًّا وأكاديميًّا، خاصةً في مجال التعامل مع تقنية الإنترنت، وهو الأمر المنوط بالمدارس والجامعات مِن خلال تنظيمها دوراتٍ توعويَّةً وتكوينيَّة.
• النظر إلى الأساليب الجديدة التي يستخدمها الطلبة في التواصل عبر الشبكات الاجتماعية، ومحاولة تشخيص أسبابِها؛ مِن أجلِ فَهم الظاهرة جيدًا، واقتراح حلول أكثر نجاعةً لمعالجتها.
• عقد المؤتمرات المحليَّة والدوليَّة التي تهدف إلى بناء جسور الثقة بين المتخصِّصين في اللغة العربية والتقنيات؛ لتبادل الآراء، والحوار والمناقشة؛ لوضع الحلول المناسبة، من خلال التعاون البنَّاء الذي يَهدُف إلى إزالةِ الأخطار التي قد تَنتِج عن استخدام اللغة العربية بحروفٍ لاتينية في أساليبِ التواصل الحديثة.
اللغة عملة أبدية أزلية متداولة بين الناس،وإذا كانت الدول تُنشئ القوانين وتسُنّ التشريعات لحماية العملة من التزوير فمن باب أولى أن تُصان اللغة من التدنيس والتدليس،حتى لا يتعرض العلم والفكر الذي تحمله إلى الإفلاس. واللغة العربية باعتبارها مكون ارتكازي من مكونات الثقافة العربية,وعنوان هوية المجتمع العربي الإسلامي وقناة إيصال وتواصل بين الأجيال تنقل آُثار الأجداد إلى الأبناء وتحفظ أمجاد الأبناء للأحفاد ،تعتبرضرورة لبناء مهارات التواصل الإنساني، وهى محورية وأساسية في منظومة الثقافة لارتباطها بجملة مكونات من فكر وإبداع وتربية وتراث وقيم المجتمع العربي الإسلامي.
ومع ما تمتاز به هذه الحقبة من تفجر عام في تكنولوجيا الإعلام والاتصال,استحال بموجبها العالم إلى قرية صغيرة يسعى فيها الأقوياء تكنولوجيا وإعلاميا إلى فرض لغتهم على الآخرين,يجدر بنا التساؤل عن واقع استخدام اللغة العربية في وسائلنا الإعلامية المرئية قبل الحديث عن آفاقها المتوقعة في ظل التحولات المتهافتة على جميع الأصعدة محليا وإقليميا وكونيا؟
اللغة عملة أبدية أزلية متداولة بين الناس،وإذا كانت الدول تُنشئ القوانين وتسُنّ التشريعات لحماية العملة من التزوير فمن باب أولى أن تُصان اللغة من التدنيس والتدليس،حتى لا يتعرض العلم والفكر الذي تحمله إلى الإفلاس. واللغة العربية باعتبارها مكون ارتكازي من مكونات الثقافة العربية,وعنوان هوية المجتمع العربي الإسلامي وقناة إيصال وتواصل بين الأجيال تنقل آُثار الأجداد إلى الأبناء وتحفظ أمجاد الأبناء للأحفاد ،تعتبرضرورة لبناء مهارات التواصل الإنساني، وهى محورية وأساسية في منظومة الثقافة لارتباطها بجملة مكونات من فكر وإبداع وتربية وتراث وقيم المجتمع العربي الإسلامي.
ومع ما تمتاز به هذه الحقبة من تفجر عام في تكنولوجيا الإعلام والاتصال,استحال بموجبها العالم إلى قرية صغيرة يسعى فيها الأقوياء تكنولوجيا وإعلاميا إلى فرض لغتهم على الآخرين,يجدر بنا التساؤل عن واقع استخدام اللغة العربية في وسائلنا الإعلامية المرئية قبل الحديث عن آفاقها المتوقعة في ظل التحولات المتهافتة على جميع الأصعدة محليا وإقليميا وكونيا؟
تحظى اللغة في أي مجتمع بأهمية بالغة بالنظر إلى الدور الذي تمارسه في التواصل الاجتماعي،فهي عالم رحب ووطن فسيح يُمارس من خلاله الإنسان حرية التعبير والتفكير،فاللغة رداء الفكر ولباسه،وكل تطور يحصل في المجتمع يتردد صداه من خلال مؤسسة اللغة،باعتبارها الناطق الرسمي باسم الأمة والمعبر عن حياتها.ولذلك تُعتبر اللغات أصدق سجل لتاريخ الشعوب...لأنها أداة الحاضر وصورة التاريخ،ومنها تقتبس الألوان الحضارية والاجتماعية الدالة على مجاري الأمور ومصائر الأقوام.والعربية ليست بدعا من اللغات،وإنما هي أصدقها شاهدا على هذا الانعكاس والتأثر (1).وعليه فاللغة العربية أولى من غيرها بموفور الرعاية وبالغ العناية،لأنها حاملة كلام الله، وحاضنة تراثنا الغني ، وناقلة تاريخنا المجيد إلى الأبناء والأحفاد،فهي الجسر الذي يصل بين الأجيال والحضارات المتعاقبة، وبالنظر لهذا الدور الذي تضطلع به اللغة العربية،لابد من توليها بالتحديث والتطوير حتى تكون دائما في مستوى التحديات التي يحفل بها العالم المعاصر.
ومن ثمة فحياة اللغة العربية وحيويتها رهن استعمالنا لها وقدرتنا على توسيع مجالها، وحملها على الاستجابة لحاجاتنا لا يتوفر إلا بقدر ممارستنا لها وتحميلها لتجارب بشرية جديدة...وإبقاؤها لغة تواصل بين كل العرب رهين جمعنا لشتات معطياتها وتجسيمها في وسائل عمل متجددة وسعينا المتواصل على متابعة تطورها وتعهده(2).ولعل خير توصيف لأهمية اللغة ما قاله في حقها شاعر صقلية "اجنازيو بوتيتا":إن الشعوب يمكن أن تكبل بالسلاسل، وتسد أفواهها، وتشرد من بيوتها، ويظلون مع ذلك أغنياء، فالشعب يفتقر ويستعبد ما إن يُسلب اللسان الذي تركه له الأجداد، عندئذ يضيع إلى الأبد.فأي أمة لا تستطيع البقاء دون لسان يعبرعن ذاتها، فبوساطة اللغة يتم توصيل ما تفكر فيه الذات داخليا إلى موضوع يعيه من هم بخارجها،فاللغة هي الرابطة الوحيدة بين عالم الأجسام وعالم الأذهان،ومن هنا يصح القول بأن الإنسان جسم وروح ولغة،فمسلسل الحياة اليومية لايمكن كتابة حلقاته وتصميمها يشكل مترابط في غياب لغة تشكل أداة التفاهم والتواصل والتفاعل،مما يجعل من اللغة ضرورة حضارية ولازمة إنسانية،وظاهرة اجتماعية لايمكن الاستغناء عنها في صيرورة حياة المجتمع.مما يقتضي بذل مزيد من الجهد والعناية لجعل اللغة تستجيب لحركية التحولات التي يشهدها راهن المجتمع العربي.
2- اللغة العربية في وسائل الإعلام المرئية:
إذا كانت اللغة تعني حسب تعريف ابن جني لها:"مجموعة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"،فهل يكفي رجل الإعلام أن يظهر على الشاشة ويتحدث حتى يفهمه الجمهور؟ذلك أن كثيرا من وسائل الإعلام المرئية كانت تعتقد واهمة أن الجمهور يفهم رسائلها،في حين أن العكس هو الصحيح.وعليه فمهما " اختلفت لغة وسائل الإعلام،فإنها تخضع لحقيقة بسيطة وهي:الوضوح ، والدقة ، والمباشرة(3).
على الرغم من أن العربية تعد اللغة الأولى في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط،غير أن واقعها على مستوى الممارسة الفعلية(من خلال الحوار والإنتاج الفكري)،يتقهقر إلى آخر السلم لتأتي بعد اللغة اليونانية التي لا يتكلمها إلا حوالي 10مليون! ومع تنامي وسائل الاتصال وسعة انتشارها،وكثرة الإقبال عليها، ولاسيما منها وسائل الإعلام المرئية،ازداد التوجس من مغبة تحول هذه الوسائل –بما تملكه من نفوذ جماهيري- إلى معاول تنسف اللغة،وتفسد استقامة اللسان، وتهوي بالذوق اللغوي إلى الحظيظ. لاسيما إذا كان التلاميذ يقبعون أمام جهاز التلفزيون أكثر مما يجلسون فوق مقاعد الدراسة،فمع إكمالهم مرحلة الدراسة الثانوية يكون التلاميذ قد قضوا 20000ساعة مشاهدة في مقابل 15000ساعة في المدرسة ،ومع إغراءات الوسيلة الإعلامية تقيم جسرا منينا مع هؤلاء تتسلل من خلاله قيم معرفية عديدة،قد تؤدي إلى إزاحة ما تقدمه المدرسة أو على الأقل مزاحمته.
وفي حديثه عن وظيفة التلفزيون في المجتمع،يحذر الباحث ’رينيه شنكر’ من مغبة انحراف التلفزيون عن دوره وإسهامه في فساد الذوق اللغوي حيث يقول:على التلفزيون أن يأخذ بعين الإعتبارأنه وسيلة ترفيه، بالإضافة إلى غايات أخرى،أنه في هذا المجال وفي المجالات الأخرى يخترع لغة محادثة غير طبيعية، تؤثر حتما في سلامة اللغة الكلاسيكية التي نتعلمها في المدارس.
فاللغة في التلفزيون تتعرض يوميا لموجات من التشويه والتحريف،والواقع أن لغة التلفزيون في شتى البرامج والأفلام تخترق حرمة اللغة الخاصة التي يكونها كل إنسان لنفسه وتتكون فيه من خلال عائلته وبيئته ووطنه(4).
والحقيقة أنه لا يُطلب من رجل الإعلام أن يتحدث إلى الجمهور بلغة سيبويه،بأن يبالغ في التقعر والتفاصح، وإنما أقصى ما يُطلب منه هو احترام قواعد اللغة والمعايير المنظمة لها،مما يضفي على أسلوبه مسحة من الأناقة والجمالية،وينأى به عن الإسفاف والرداءة والقصور،وعليه يجدر بمن يتصدى لمهنة الإعلام أن يُحسن التقدير في إبلاغ رسالته إلى الجمهور بحيث يوصل محتواها إلى المتلقي دون التجني على اللغة تطرفا أو قصورا.غير أن هذا لا يعني أن في إمكان محبي اللغة العربية، وهم كثر كما نعتقد في طول العالم العربي وعرضه، السكوت دائماً عن تلك المجزرة اليومية التي تنحر اللغة العربية في كل ساعة ودقيقة على الشاشات الصغيرة، في معظمها، إن لم يكن في مجملها، أو عن تلك المجزرة الأخرى التي تطاول أبسط المعلومات وبعض البديهي منها، في برامج عدة.يتحدث فيها مقدموها،أو المشاركون في تمثيل حلقاتها بلغة ذات أداء سيئ أو منحرف،كما في كلام مقدمة أحد برامج الأطفال على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال الذي يصطبغ بلهجة مطاطة ومتعثرة تعبث بلفظ الحروف وتراكيب الكلمات، وتُخلط دون مبرر،بين العربية والفرنسية والإنجليزية.
.
ويجدر بنا في هذا المقام الإشارة بمرارة إلى دورالكثيرمن الفضائيات المحسوبة على العربية التي لا زالت تحاول جاهدة أن تكتم ما تبقى من أنفاس اللغة العربية لترديها ذبيحة على سطورها المشبوهة والتيباتتلاتمتإليهابصلة،وحينماتموتلغتنالنيصليأحدعليهاالجنازةولاالوحشةإذالصلاةلاتجوزإلاباللغةالعربية !!
فرغم الوعي بالحاجة إلى أهمية تجديد الصيغ الإعلامية وجعلها متناسبة مع التطور التقني المهول لوسائل الاتصال وتنوعها،فإن الوعي باللغة لا يختلف عن الوعي بالحرية،أو الوعي بالآخر..(6).
وقد أشارت إحدى الدراسات التي حاولت رصد دور بعض البرامج التي تبثها بعض الإذاعات والتلفزيونات العربية في تلبية احتياجات الأطفال إلى أن:اللهجة العامية هي الغالبة على البرامج الموجهة للطفل،يليها استخدام لهجة تجمع بين الفصحى والعامية،مما يشير إلى أن برامج الأطفال لاتسهم بدورها المفروض في الارتقاء بالمستوى اللغوي للأطفال(7).
وفي دراسة أجريت على عينة من الشباب الجامعي حول دور الفضائيات العربية في نشر الثقافة العربية،ذكر نسبة(45 %)من المبحوثين أن القنوات الفضائية العربية أدت إلى تخريب الذوق اللغوي العربي من خلال استعمال العامية الفجة،ومسلسل الأخطاء اللغوية الشائـعة والمتكررة، والتوظيف السيئ لأسماء البرامج،إضافة إلى ضعف مستوى مقدميها.
وفي ذلك بيان كاف على أن وضع اللغة العربية على شاشات الفضائيات العربية غير مريح ولا يبعث على الأمل إلاماندرحيث نجد بين الحين والآخر محاولات تثلج الصدور لكنها تتسم بالظرفية وتفتقد عامل الاستمرار ومن أمثلة البرامج التي ساهمت في التعريف بالكثير من قضايا اللغة والأدب العربيين نذكر برنامج أفتح يا سمسم ،مدينة القواعد ،لغتنا الجميلة ،كلمات ودلالات ،فرسان الشعر...الخ من البرامج التي صالت بالمشاهد وجالت في بحر اللغة العربية وشواطئها الجميلة،ولعل هذه المبادرات الخلاقة تستدعي الإشادة والتنويه وتستنهض هممنا للمطالبة بمزيد من المشاريع الإنتاجية بغرض سد الثغرات وتجاوز النقائص وهو أمر يتطلب تظافر الجهود الغيورة على اللغة العربية رسمية كانت أو شعبية إضافة إلى التنسيق المحكم بين الفضائيات العربية وتوحيد جهودها الإعلامية خدمة للهدف المشترك،وهو النهوض بالثقافة العربية وجعلها مواكبة للتحولات ومواجهة للتحديات التي يفرضها عصر العولمة.
3- اللغة العربية بين مطرقة الفضائيات وسندان العولمة:.
وعلى الرغم من غنى اللغة العربية وقدرتها الدائمة على استيعاب مختلف التطورات،وقابليتها المستمرة للتجديد والتكيف مع التطورات،فإن دعاة وأحبار العولمة مافتئوا يروجون لاغتيال اللغات القومية،مشككين في جدوى قدرتها على الحيلة في عصر الكوكبة، ولاشك أن هذه النظرة على مايطبعها من تحيز تقوم على "عنصرية واضحة تتهم فيها اللغات العريقة بالمحدودية والفقر...وترتكز هذه النظرة الدونية للغات الأخرى على وهن طبيعة اللغة العربية مثالا، وضعف قابليتها للتكنجة اللغوية والأدبية والثقافية...وعندما ننظر في بعض المسائل الدالة ندرك تهم هذه الفرضية مثل علاقة اللغة بالفكر،فاللغة العربية لغة الوحي والتقليد الثقافي العربي برمته،على أن عناصر الثبات فيها ليست عقبة أمام عناصر التغير الطارئة أو الوافدة،وبالقدر الذي نخدم فيه لغتنا، فإنها قابلة لخدمة تطور المعرفة وتكنجة الأدب والمعلومات.
بأحرف اللغة رُسمت معالم الحضارات وخلدت صفحاتها المشرقة في التاريخ،وبفضلها انتقلت إلينا كنوز الأقدمين ومآثرهم النفيسة،واللغة ليست كيلتا مجردا عن كيان أصحابها،بل أنها مرآة صادقة تعبرعن واقعهم،يعتريها ما يعتريهم من قوة وضعف،ورغم مايصل إليه أهلها من وهن تظل اللغة أحد أهم القاع الحصينة المتأبية على الاستسلام،تستنفر همم أهلها للنهوض والتقدم.
يحسن بنا الإقرار بأن اللغة العربية لم تنل حقها بإنصاف على ركح وسائل الإعلام المرئية,فعلى الرغم من أن عدد القنوات الفضائية العربية يزيد عن192قناة,حكومية وخاصة ,عامة ومتخصصة,إلا أن البرامج التي تُقدم بالفصحى قليلة,وأغلبها سيء التنفيذ والإخراج ويغيب فيه الاهتمام بجماليات اللغة العربية,ويفتقد عنصر التشويق الإعلامي,أما معظم البرامج والمحتويات الأخرى,فإنها أكثر ميلا إلى توظيف العاميات المحلية واللهجات الممزوجة بالألفاظ الأجنبية,فما عدا بعض المسلسلات التاريخية,والأخبار,وبعض الحصص الخاصة,نجد أن العامية تسرح وتمرح وتقدم إلى الجمهور على أنها لغة العصر,والغريب أن هذه العدوى تسللت إلى بعض البرامج الثقافية التي بدأت تنزع إلى تطعيم نفسها بالعامية نزولا عن رغبة الجمهور الذي كان من المفروض أن يرتقي هو بنفسه إلى مستوى فهم هذا الخطاب.ولذلك لا نبالغ إذا قلنا أن تفصيح لغة وسائل الإعلام أضحت فكرة غير مستساغة لدى الكثير من القائمين على الإعلام في الوطن العربي.
وبالجملة, لغة التعليقات واليعبيرات متلةنة حسب تحولات العصر الراهن , وأما نجد في وسائل الإعلام الإجتماعية عبارات "سهلة للتفاهم للإتصلات الجارية بين الناس الذين يعيشون في عالم الإنترنت ووسائل الإعلام. ويرجى أن هذا الإتجاه سيتحول إلى أكصر سهل إن شاء الله أن العالم كله تعيش في تعبير الحادثات بأسرع ةقت ممكن وبالسهولة.
-
علم النحو ومالمحه
فى العالم الحديث
المقدمة
الحمد هلل العالم علم اإلنسان ما لم يعلم، والصالة والسالم على نبي األنام، سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم الذى ينذر الناس أحسن إعالم، وعلى آله وصحبه ومن تابعهم بإحسان. أما بعد فهذه رسالة متواضعة وموجزة حول قضية النحوالمعاصرة، ولمحة قليلة من نشأة هذا العلم ومدى تطورها عبر العصور. وقد س ّميناها بعنوان: ”علم النحو ومالمحه فى العالم الحديث“، ، وليس قصدى ج ّر القارئ إلى إعادة النظر فى مثل قضية النحو القديمة التى قد دار الخالف فيها بين النحاة األوائل فى عصر النشأة والتأسيس. وهى قضية تتعلق بالمناهج واإلستدالل بالشواهد؛ ان مّما ال يختلف فيه اثنان وال يظهر فيه رأيان ان العصر الحديث شهد لثورات علمية عديدة. م ْ ِعل حو الن ويس َّمى ْع َراب َّ م اإلِ أي ًضا ِعل هوُعلمُيعرفُبهُحالُأواخرُالكلم،ُوعلمُالنحوُيبحثُفيُأصولُتكوينُ ْ الجملةُوقواعدُاإلعراب. فغايةُعلمُالنحوُأنُيحددُأساليبُتكوينُالجملُومواضعُالكلماتُوالخصائصُالتيُ تكتسبهاُالكلمة من ذلك الموضع، سوا ًء أكانت خصائص نحوية كاالبتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكا ًما نحويةُكالتقديمُوالتأخيرُواإلعرابُوالبناء. والغرض من علم النحو تحصيل ملكة يقتدر بها على إيراد تركيب وضع وضعا نوعًيا لما أراده المتكلم من المعانيُوعلىُفهمُمعنىُأيُمركبُكانُبحسب الوضعُالمذكور. وعلمُالنحوُمن علومُاللغةُالعربية ويعدُالعلمُاألهمُبينها،ُمعرفتهُضروريةُعلىُأهلُالشريعةُإذُمأخذُ األحكامُالشرعيةُكلهاُمنُالكتابُوالسنة،ُوتعلمُلمنُأرادُعلمُالشريعة. أهمية النحو في اللغة العربية اللغة العربية تحظى بمكانة مرموقة بين لغات العالم،باعتبارها اللغة األم لما يربو على مائة وستين مليونا من المسلمين والعرب من جانب، وآخر، أنها اللغة المقدسة لما يربو على ألف مليون مسلم في جميع أنحاء العالم، فهي اللغة األم لسكان العربي، واللغة الثانية لسكان العالم اإلسالمي، وثالث لغات العالم من حيث سعة انتشارها وسعة مناطقها، وإحدى اللغات الست التي تكتب بها وثائق األمم المتحدة، إنها اللغة التي اختارها هللا لينزل بها أفضل كتبه على أفضل رسله. وبالتالي فهي إحدى اللغات الحية والمتفاعلة مع باقي لغات الشعوب واألجناس والحضارات. أضف إلى ذلك أن “ اليونسكو“ قد اعتمدت يوم 81 ديسمبر من كل عام، يوما عالميا للغة العربية، وأقرت أن هذه اللغة يتحدث بها اثنان وعشرون عضوا من الدول األعضاء في “ اليونسكو“ وهي لغة رسمية في المنظمة ومما ال شك فيه أن اللغة تؤدي دورا مهما في حياة األمم وتاريخها بحيث هي ماضيها وحاضرها ومستقبلها وصورتها وفكرها وروحها ومصيرها. وال وجود ألمة بغير وجود اللغة إذ يتم بها التواصل بين أبناء المجتمع، وعن طريقها يكتسب الناس خبراتهم ومهاراتهم، وتنمو معارفهم، ويرتبطون فيما بينهم، وبتراثهم .وحضاراتهم، ويتواصلون مع ركب الحضارة والتطور اللغة وعاء الثقافة وأقدم تجليات الهوية، على اعتبار أن اللغة المشتركة هي التي تجعل من كل فئة من الناس “ جماعة“ واحدة، ذات هوية مستقلة، يزداد االهتمام باللغة العربية والهوية معا، ويشيع الحديث عنهما، في المفاصل التاريخية في حياة الجماعات، وفي الغالب يتم الربط بينهما ويتماهيان إلى درجة أنهما يكادان يصبحان شيأ واحدا. وبأخذ االعتبار ألهمية اللغة العربية قد أورد بعض العلماء األجانب أقواال عن أهمية اللغة العربية ومكانتها في المجتمعات، حيث قال الفرنسي إرنست رينان:“ اللغة العربية بدأت فجأة على غاية من الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس طفولة وال شيخوخة“، أما األلماني فريتاغ فقال فيها:“ اللغة العربية أغنى لغات العالم“. قد شعر العلماء بأهمية اللغة العربية في كل عصور وركزوا عنايتهم وجهودهم على صفاء هذه اللغة و إثراءها وحفاظة عليها من شوائب الدهر ونفي الغش والزغل عن مفرداتها حيث يقال لم تحظ أي لغة أخرى مثل ما حظيت به اللغة العربية من عناية وجهود جبارة في تلبية متطلبات العصر ومقتضاياتها حتى أصبحت لغة علمية حية. حينما نالحظ من هذا الجانب فنجدر بالذكر ان علم النحو هو األصل واألسال الذى بني عليها كل لغات معروفة. فالبحث عن علم النحو وعن وجهه فى هذا العصر العولمة التكنولجي يستدعى ويتطلب شدة العناية واألهمية. ومن حيث تعريفه انه علم يعرف به حال أواخر الكلم، وعلم النحو يبحث في أصول تكوين الجملة والقواعد. فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات والخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سوا ًء أكانت خصائص نحوية كاالبتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكا ًما نحوية كالتقديم والتأخير واإلعراب والبناء. والغرض من علم النحو تحصيل ملكة يقتدر بها على إيراد تركيب وضع وضعا نوعيًا لما أراده المتكلم من المعاني وعلى فهم المعنى ِ من ِم تميي ُز االسِم من الفع ِل من الحر ِف، و تميي ُز المعر ِب من المبن ِّي، و تميي ُز المرفوع ومن خصائص هذا العل ه من كالِم ُّ ِطَ هذا كل ِّه، و قد استُنب َم َع تحديِد العوام ِل المؤثرِة في هذا كل ِض من المجزوِم، المنصو ِب من المخفو العر ِب باالستقرا ِء، و ً صا َر كالُم العر ِب األو ُل شعرا - بعَد نصو ِص الكتا ِب و ال ُّسن ِة - هو الحجةَ في ً و نثرا ِر ُّغوي ِة، و هو ما استَشهَد به العلما ُء من كالِم العر ِب لتقري ِر قواعِد النح ِو في صورِة ما ُع ِر َف بالشواه ِد الل تقري .القواعِد أهمية علم النحو في فهم القرآن النحو هو مفتاح اإلحساس والشعور بجمال القرآن، فال يمكن تذوق حالوة القرآن إال بتعلمه. اعلم أنه ال سبي َل إلى معرفة إعجاز القرآن العظيم، والوقوف على ذلك، إال عن طريق معرفة لغة العرب، ومعرف ِة ما كان عليه َسن، و َمن لم العرب الذين نزل القرآ ُن في زمنهم من الفصاحة والبيان والل ، وال له عليه َّ تكن له بذلك درايةٌ ِر ُف اإلعجاز في القرآن ِمن عجز العرب األقدمين عن اإلتيان بمثله إقبا ٌل، فشأنُه شأن األعجمي الذي يع . الواقع أنه يتعذَّ قال األستاذ أحمد بن نسيم بن سوسة: " ر على المرء الذي لم يُتقِن اللغة العربية، ولم يضطلع ِرك مك بآدابها، أن يُد انة هذا الفرقان اإللهي و ُسمِّوه، وما يتضمنه من المعجزات الباهرة". ٍم ِن من كتاب هللا، ال يمكنُك الشعور بجمالهما وبالغتهما وفصاحتهما إال إذا كنت ذا عل أذكر لك هاهنا آيتي بعلوم العربية : ُ اآلية األولى من هاتين اآليتين هي قول هللا تعالى: لَى أ ِ ْو َحْينَا إ َ ﴿ َو قِي ِه أ ْ ل َ ْي ِه فَأ ِت َعلَ َذا ِخفْ ِ ْر ِضِعي ِه فَإ َ ْن أ َ ِّم ُمو َسى أ ُم ْر َسلِي َن ﴾ ْ ُوهُ ِم َن ال ْي ِك َو َجا ِعل لَ ِ ا َراُّدوهُ إ ِنَّ يَِّم َوَال تَ َخافِي َوَال تَ ْح َزنِي إ ْ فِي ال َذ ِ ْط وأما اآلية الثانية، فهي قول هللا تعالى: هُ ْر َن فَإ َربُوهُ َّن َحتَّى يَ ﴿ َو ا تَطَهَّ ْر َن﴾ ]البقرة: 222]؛ ففي هذه َال تَقْ : يَ (، وهما مختلفا األصل والمعنى ْطهُ ْر َن، وتطَ اآلية الفعالن ) هَّ ْرن ُّط يَ ( ْهر، والثاني ْط فاألول منهما ) هُ ْر َن ، مأخوذ من ال )تطَهَّ ْرن(، مأخوذ من التطهُّر، يقال: طَهُرت المرأة، إذا َسلت بعد الحيض أو النفاس، انقطع دم حيضها، فهو فعلٌ طبعي يقوم بنفسه، ويقال: تطهَّرت المرأة، إذا اغتَ فهو فع ٌل ُمحَدث من قِبَل فاعله، فالمطهَّر َمن طهارتُه كانت خلقة؛ كالمالئكة وال ُحور ال ِعين، والمتطهِّر َمن ف َعل كالمتفق - مثل اآلدميين، واآلدميات، إذا تطهَّروا، والجمع بين هذين ِّه، وهو َم الطهور - ن يُدخل نفسه في الفقه الفعلين في هذه اآلية؛ للداللة على اشتراطهما جمي ًعا قبل حل إتيان النساء بعد الحيض، فلو حصل الطه ُر دون ِجماع الغسل، أو الغسل دون الطهر، ل . َما جاز ال نشأة علم النحو لم يظهر علم النحو حت م يحتاج العرب إليه ؛ ّى النصف األول من القرن األول الهجر ّي، ففي ذلك الوقت ل وذلك بسبب تحدث العرب للغة العربيّة وعدم خطأهم أثناء تكلمهم، ولكن بعد انتشار اإلسالم واتساع رقعته اندمج العرب باألعاجم، وخاف العلماء على اللغة العربيّة من الضياع، ولذلك عمد العلماء في الحفاظ على اللغة، فلجأوا إلى تدوين األحاديث، والخطب، واألشعار، وحاولوا استقراءها واستنباط ما فيها من قواعد، وكل ذلك من أجل تقويم األلسن للنطق الصحيح باللغة العربيّة، هذا فضالً عن ذهاب البعض للعيش مع ً فوا عددا ّ األعراب الذين لم يختلطوا باألعاجم، وكان للعلماء دور متميّز في ضبط قواعد اللغة العربيّة، حيث أل من الكتب المهمة التي اشتملت على دقائق علم النحو. فلماُكانت الفتوحاتُاإلسالمية وتسعت الدولةُاإلسالمية،ُواختالطُالعربُالفاتحينُبالشعوبُالتيُكانتُتحتُ سيطرةُالفرسُوالبيزنطيينُواألحباش،ُودخولُكثيرُمنُهؤالءُفي اإلسالم،ُواضطرارهمُإلىُتعلمُماُ استطاعواُمن العربية،ُوانتشرت العربية كلغةُأساسيةُبينُهذهُالشعوب،ُبعدُأنُأصبحت اللغةُالعربية لغةُ خاصةُبالعربُإلىُلغةُلجميع المسلمين،ُتسربُالفسادُإلى اللغةُالعربية وبدأُيسمع لحن فيُالتخاطب،ُإلىُ أن انتشر وتف اللغةُالعربية داخل األراضيُاإلسالمية،ُولمُيقتصرُاألمرُعلىُ َّشى اللحن والتحريف في المستعربينُبلُوظهر اللحن بين العرب خصو ًصا في العراق، واستفحالُخطرهُوتسربُاللحنُحتىُفيُ قراءة القرآنُالكريم والحديثُالنبويُالشريف.ُكانُمنُاألسبابُالتيُاستدعتُوضعُعلمُالنحو،ُوضبطُ األلسن،ُبتدوينُالقواعدُالمستنبطةُمن القرآنُالكريم وأقوال العرب، والتخلص من آفت ْي اللحنُوالتحريف،ُ ًال التيُقدُتجمع اللفظ والمعنى.ُ في األول ثم أخذ في االنتشار حتى لفت إليه أنظار المسئ قلي ولينُوغيرهمُ من أهلُالحلُوالعقد. إنُعلمُالنحوُمنُأهم علومُاللغةُالعربية،ُحيثُيساعدُفيُالتعرفُعلىُصحةُأوُضعف التراكيب العربَّية،ُ وكذلكُالتعرفُعلىُاألمورُالمتعلقة باأللفاظ منُحيثُتراكيبها،ُويكونُالهدفُمنُذلكُتجنبُالوقوعُفيُ أخطاءُالتأليف،ُوالقدرةُعلىُاإلفهام؛ُفبهُي عرفُكيفية التركيبُالعربي ص َّحة وسق ًما، وكيفية ما يتعل باأللفاظ منُحيثُوقوعهاُفيُالتركيب،ُوالغرضُمنهُاالحترازُعنُالخطأُفيُالتأليف،ُواالقتدارُعلىُ َّق َف . ْهِمه، واإلفهام به ويعتبرُالعلماءُأنُعلمُالنحوُبمكانةُأبي العلومُالعربية،ُويعدوهُمنُأهم علومُاللغةُالعربية والقنطرةُالتيُ نعبرُبهاُعليهُإلىُالتزود بالعلومُاللغوية والعلومُالشرعية وغيرها.ُوعلمُالنحوُدعامة العلومُالعربية،ُ وقانونهاُاألعلى؛ُمنهُتستمدُالعون،ُوتستلهمُالقصد،ُوترجعُإليهُفىُجليلُمسائلها،ُوفروعُتشريعها؛ُولنُ تجد عل ًما منها يستقل بنفسه عن النحو، أويستغنى عن معونته، أويسير بغير نوره وهداه. وإنُعلمُالنحوُ من العلوم المهمةُالتيُالُغنى عنها،ُوهوُمنُأسمىالعلوم قد ًرا وأنفعها. أهمُالمؤلفاتُفيُعلمُالنحو كثرتُالمؤلفاتُفيُالنحو،ُفقدُألفُالكثيرُمنُعلماءُالنحوُالعرب،ُمنُالكتبُوالمتونُالمنثورةُوُالمتونُ المنظومةُعلىُهيئةُقصائدُشعرية منُالكتبُالمؤلفةُفيُالنحو: كتابُالجملُفيُالنحو كتابُالكتاب كتابُألصولُفيُالنحو كتابُالمقتضب ومنُأهمُالمتونُالمنثورةُفيُالنحو: متنُاآلجرمية ومنُأهمُالمتونُالمنظومةُفيُالنحو: نظمُالكافيةُالشافية نظمُألفيةُابنُمالك اشهر علماء اللغة العربية المعاصرين ا يتحدث بها حوالي تعد اللغة العربية أكثر اللغات السامية تحدث 055 مليون شخص حول العالم موزعين على ً الوطن العربي و دول العالم االسالمي هي من اللغات المقدسة بسبب أنها لغة القرآن الكريم من الفروض االساسية التي ال تتم العبادات كالصالة إال بها ، عبر التاريخ االسالمي برز علماء اللغة العربية بشكل كبير و كان ابرزهم الخليل بن أحمد و سبيوية ، عانت اللغة العربية في تاريخها الطويل من ازمات كبيرة إلى أن تم احياءها او انتعاشها مع الكتاب و األدباء كأمير الشعراء احمد شوقي و امين الريحاني الذي ساهم في انتعاش اللغة العربية في اواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين خصو ًصا مع الحركات االستعمارية التي سعت لطمس اللغة العربية. كمال بشر : هو المؤسس لعلم اللغة الحديث كان مسار حياته و دراساته األكاديمية من اجل احياء و نشر اللغة عا ًم العربية عمل على خدمة اللغة العربية على مدار نصف قرن من الزمان و توفاه هللا عن عمر 49 ا حاول من خالل ابحاثة األكاديمية وضع اللغة العربية على خريطة االبحاث العالمية مرة أخرى كان افضل علماء اللسانيات المعاصرين قدم كتب التراث بمفهوم مبسط حصل على درجة الماجستير في الدرس اللغوي المعاصر عام 5420 و الدكتوراه عام 5401 في نفس التخصص يقول المترجم أستيفن أولمان أن كتب كمال بشر من المراجع االساسية في اللغة العربية. الدكتور حسن عبد اللطيف الشافعي : رئيس مجمع اللغة العربية كان اول ازهري يعتلي المنصب ولد عام 8391 و حفظ القرآن الكريم صغي ًرا التحق بالمعهد األزهري ثم التحق بكليتي أصول الدين بجامعة األزهر و دار العلوم بجامعة القاهرة و تخصص بالفلسفة االسالمية من ابرز كتبه علم الكالم و التصوف نال العديد من الجوائز العلمية و اشرف على عدد من رسائل اللغة العربية في مصر و باكستان و ماليزيا من ابرز مؤلفاته االمام محمد عبده و تجديد علم الكالم . حمد توفيق رفعت باشا: كان أول رئيس لمجمع اللغة العربية بالقاهرة و ظل بالمنصب حتى وفاته عام 8311 التحق بمدرسة األلسن كان من اوائل الذين تم اختيارهم لعضوية مجمع اللغة العربية منذ انشاءه عام 8391م . الدكتور شوقي ضيف : عالم لغوي مصري كان الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية ولد عام 8381 بمحافظة دمياط يعد من عالمات الثقافة العربية و اللغة العربية له العديد من الكتب بعلم اللغة العربية مثل كتاب تجديد النحو و كتاب تيسيرات لغوية و سلسلة تاريخ االدب العربي و و كتاب الفصحى المعاصرة و غيرها من الكتب المهمة في علوم اللغة العربية. الشيخ بن عقيل الظاهري : اديب سعودي عالم بالقرآن و التفسير متفنن لعلم الكالم و الفلسفة درس بجامعة محمد بن سعود االسالمية هو عضو مراسل بمجمع اللغة العربية بالقاهرة و عضو مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة. الدكتور عبد العزيز بن على الحربي : استاذ القراءات و التفسير بجامعة ام القرى و مؤسس مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة و رئيسه الحالي له فضل كبير علم القراءات و التجويد و قراءة القرآن الكريم عين مدير لمركز احياء التراث عام 8111 هجرية. الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف رفاعي : من ابرز علماء اللغة المعاصرين انتخب رئيس لمجمع اللغة القاهرة و هو استاذً العربية ب ا بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة حصل على درجة الليسانس باللغة العربية و العلوم االسالمية خالل مسيرته الطويلة عمل على خدمة اللغة العربية هو اآلن عضو بمجمع اللغة العربية بمكة المكرمة و عضو جمعية األدب المقارن المصرية. حسنى سبح: لغوي سوري و معرب العلوم الطبية كان رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق له كتب كثيرة في تعريب المصطلحات للغة العربية خصو ًصا المصطلحات الطبية. اإلختتام إن أخطر ما في هذه الدعوات المجازفة فى قضية التجديد للنحو الدعوة بإلغاء اإلعراب، ألنه تجاوز حدود اإلصالح الذي يعني البناء، فهو الهدم بمعناه الواقعى، وقد كانت هذه الدعوات مقدمة للدعوة إلى العامية التي انخرط في سلكها عدد من كبار الباحثين. وهي دعوة ال تستند إلى أساس علمي، وإنما إلى فرض لم يقع دليل على صحته. وأن قواعد اإلعراب هي أكبر مصدر للصعوبة في النحو، فال مفر من إلغاء ظاهرة اإلعراب إذا أردنا تحقيق التيسير واإلصالح المنشود، كما أن هذه الدعوات تقوم على أساس قياس مرفوض لغويا وهو أن بعض اللغات األخرى تفوق العربية سهولة وقدرة على األداء؛ ألنها خالية من النحو! فال يوجد ما يقطع بأن سر السهولة في تلك اللغات – إن وجدت – إنما هو خلوها من اإلعرا ٍب و النحو. وهللا المستعان وعليه التكالن.
المقدمة
الحمد هلل العالم علم اإلنسان ما لم يعلم، والصالة والسالم على نبي األنام، سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم الذى ينذر الناس أحسن إعالم، وعلى آله وصحبه ومن تابعهم بإحسان. أما بعد فهذه رسالة متواضعة وموجزة حول قضية النحوالمعاصرة، ولمحة قليلة من نشأة هذا العلم ومدى تطورها عبر العصور. وقد س ّميناها بعنوان: ”علم النحو ومالمحه فى العالم الحديث“، ، وليس قصدى ج ّر القارئ إلى إعادة النظر فى مثل قضية النحو القديمة التى قد دار الخالف فيها بين النحاة األوائل فى عصر النشأة والتأسيس. وهى قضية تتعلق بالمناهج واإلستدالل بالشواهد؛ ان مّما ال يختلف فيه اثنان وال يظهر فيه رأيان ان العصر الحديث شهد لثورات علمية عديدة. م ْ ِعل حو الن ويس َّمى ْع َراب َّ م اإلِ أي ًضا ِعل هوُعلمُيعرفُبهُحالُأواخرُالكلم،ُوعلمُالنحوُيبحثُفيُأصولُتكوينُ ْ الجملةُوقواعدُاإلعراب. فغايةُعلمُالنحوُأنُيحددُأساليبُتكوينُالجملُومواضعُالكلماتُوالخصائصُالتيُ تكتسبهاُالكلمة من ذلك الموضع، سوا ًء أكانت خصائص نحوية كاالبتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكا ًما نحويةُكالتقديمُوالتأخيرُواإلعرابُوالبناء. والغرض من علم النحو تحصيل ملكة يقتدر بها على إيراد تركيب وضع وضعا نوعًيا لما أراده المتكلم من المعانيُوعلىُفهمُمعنىُأيُمركبُكانُبحسب الوضعُالمذكور. وعلمُالنحوُمن علومُاللغةُالعربية ويعدُالعلمُاألهمُبينها،ُمعرفتهُضروريةُعلىُأهلُالشريعةُإذُمأخذُ األحكامُالشرعيةُكلهاُمنُالكتابُوالسنة،ُوتعلمُلمنُأرادُعلمُالشريعة. أهمية النحو في اللغة العربية اللغة العربية تحظى بمكانة مرموقة بين لغات العالم،باعتبارها اللغة األم لما يربو على مائة وستين مليونا من المسلمين والعرب من جانب، وآخر، أنها اللغة المقدسة لما يربو على ألف مليون مسلم في جميع أنحاء العالم، فهي اللغة األم لسكان العربي، واللغة الثانية لسكان العالم اإلسالمي، وثالث لغات العالم من حيث سعة انتشارها وسعة مناطقها، وإحدى اللغات الست التي تكتب بها وثائق األمم المتحدة، إنها اللغة التي اختارها هللا لينزل بها أفضل كتبه على أفضل رسله. وبالتالي فهي إحدى اللغات الحية والمتفاعلة مع باقي لغات الشعوب واألجناس والحضارات. أضف إلى ذلك أن “ اليونسكو“ قد اعتمدت يوم 81 ديسمبر من كل عام، يوما عالميا للغة العربية، وأقرت أن هذه اللغة يتحدث بها اثنان وعشرون عضوا من الدول األعضاء في “ اليونسكو“ وهي لغة رسمية في المنظمة ومما ال شك فيه أن اللغة تؤدي دورا مهما في حياة األمم وتاريخها بحيث هي ماضيها وحاضرها ومستقبلها وصورتها وفكرها وروحها ومصيرها. وال وجود ألمة بغير وجود اللغة إذ يتم بها التواصل بين أبناء المجتمع، وعن طريقها يكتسب الناس خبراتهم ومهاراتهم، وتنمو معارفهم، ويرتبطون فيما بينهم، وبتراثهم .وحضاراتهم، ويتواصلون مع ركب الحضارة والتطور اللغة وعاء الثقافة وأقدم تجليات الهوية، على اعتبار أن اللغة المشتركة هي التي تجعل من كل فئة من الناس “ جماعة“ واحدة، ذات هوية مستقلة، يزداد االهتمام باللغة العربية والهوية معا، ويشيع الحديث عنهما، في المفاصل التاريخية في حياة الجماعات، وفي الغالب يتم الربط بينهما ويتماهيان إلى درجة أنهما يكادان يصبحان شيأ واحدا. وبأخذ االعتبار ألهمية اللغة العربية قد أورد بعض العلماء األجانب أقواال عن أهمية اللغة العربية ومكانتها في المجتمعات، حيث قال الفرنسي إرنست رينان:“ اللغة العربية بدأت فجأة على غاية من الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس طفولة وال شيخوخة“، أما األلماني فريتاغ فقال فيها:“ اللغة العربية أغنى لغات العالم“. قد شعر العلماء بأهمية اللغة العربية في كل عصور وركزوا عنايتهم وجهودهم على صفاء هذه اللغة و إثراءها وحفاظة عليها من شوائب الدهر ونفي الغش والزغل عن مفرداتها حيث يقال لم تحظ أي لغة أخرى مثل ما حظيت به اللغة العربية من عناية وجهود جبارة في تلبية متطلبات العصر ومقتضاياتها حتى أصبحت لغة علمية حية. حينما نالحظ من هذا الجانب فنجدر بالذكر ان علم النحو هو األصل واألسال الذى بني عليها كل لغات معروفة. فالبحث عن علم النحو وعن وجهه فى هذا العصر العولمة التكنولجي يستدعى ويتطلب شدة العناية واألهمية. ومن حيث تعريفه انه علم يعرف به حال أواخر الكلم، وعلم النحو يبحث في أصول تكوين الجملة والقواعد. فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات والخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سوا ًء أكانت خصائص نحوية كاالبتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكا ًما نحوية كالتقديم والتأخير واإلعراب والبناء. والغرض من علم النحو تحصيل ملكة يقتدر بها على إيراد تركيب وضع وضعا نوعيًا لما أراده المتكلم من المعاني وعلى فهم المعنى ِ من ِم تميي ُز االسِم من الفع ِل من الحر ِف، و تميي ُز المعر ِب من المبن ِّي، و تميي ُز المرفوع ومن خصائص هذا العل ه من كالِم ُّ ِطَ هذا كل ِّه، و قد استُنب َم َع تحديِد العوام ِل المؤثرِة في هذا كل ِض من المجزوِم، المنصو ِب من المخفو العر ِب باالستقرا ِء، و ً صا َر كالُم العر ِب األو ُل شعرا - بعَد نصو ِص الكتا ِب و ال ُّسن ِة - هو الحجةَ في ً و نثرا ِر ُّغوي ِة، و هو ما استَشهَد به العلما ُء من كالِم العر ِب لتقري ِر قواعِد النح ِو في صورِة ما ُع ِر َف بالشواه ِد الل تقري .القواعِد أهمية علم النحو في فهم القرآن النحو هو مفتاح اإلحساس والشعور بجمال القرآن، فال يمكن تذوق حالوة القرآن إال بتعلمه. اعلم أنه ال سبي َل إلى معرفة إعجاز القرآن العظيم، والوقوف على ذلك، إال عن طريق معرفة لغة العرب، ومعرف ِة ما كان عليه َسن، و َمن لم العرب الذين نزل القرآ ُن في زمنهم من الفصاحة والبيان والل ، وال له عليه َّ تكن له بذلك درايةٌ ِر ُف اإلعجاز في القرآن ِمن عجز العرب األقدمين عن اإلتيان بمثله إقبا ٌل، فشأنُه شأن األعجمي الذي يع . الواقع أنه يتعذَّ قال األستاذ أحمد بن نسيم بن سوسة: " ر على المرء الذي لم يُتقِن اللغة العربية، ولم يضطلع ِرك مك بآدابها، أن يُد انة هذا الفرقان اإللهي و ُسمِّوه، وما يتضمنه من المعجزات الباهرة". ٍم ِن من كتاب هللا، ال يمكنُك الشعور بجمالهما وبالغتهما وفصاحتهما إال إذا كنت ذا عل أذكر لك هاهنا آيتي بعلوم العربية : ُ اآلية األولى من هاتين اآليتين هي قول هللا تعالى: لَى أ ِ ْو َحْينَا إ َ ﴿ َو قِي ِه أ ْ ل َ ْي ِه فَأ ِت َعلَ َذا ِخفْ ِ ْر ِضِعي ِه فَإ َ ْن أ َ ِّم ُمو َسى أ ُم ْر َسلِي َن ﴾ ْ ُوهُ ِم َن ال ْي ِك َو َجا ِعل لَ ِ ا َراُّدوهُ إ ِنَّ يَِّم َوَال تَ َخافِي َوَال تَ ْح َزنِي إ ْ فِي ال َذ ِ ْط وأما اآلية الثانية، فهي قول هللا تعالى: هُ ْر َن فَإ َربُوهُ َّن َحتَّى يَ ﴿ َو ا تَطَهَّ ْر َن﴾ ]البقرة: 222]؛ ففي هذه َال تَقْ : يَ (، وهما مختلفا األصل والمعنى ْطهُ ْر َن، وتطَ اآلية الفعالن ) هَّ ْرن ُّط يَ ( ْهر، والثاني ْط فاألول منهما ) هُ ْر َن ، مأخوذ من ال )تطَهَّ ْرن(، مأخوذ من التطهُّر، يقال: طَهُرت المرأة، إذا َسلت بعد الحيض أو النفاس، انقطع دم حيضها، فهو فعلٌ طبعي يقوم بنفسه، ويقال: تطهَّرت المرأة، إذا اغتَ فهو فع ٌل ُمحَدث من قِبَل فاعله، فالمطهَّر َمن طهارتُه كانت خلقة؛ كالمالئكة وال ُحور ال ِعين، والمتطهِّر َمن ف َعل كالمتفق - مثل اآلدميين، واآلدميات، إذا تطهَّروا، والجمع بين هذين ِّه، وهو َم الطهور - ن يُدخل نفسه في الفقه الفعلين في هذه اآلية؛ للداللة على اشتراطهما جمي ًعا قبل حل إتيان النساء بعد الحيض، فلو حصل الطه ُر دون ِجماع الغسل، أو الغسل دون الطهر، ل . َما جاز ال نشأة علم النحو لم يظهر علم النحو حت م يحتاج العرب إليه ؛ ّى النصف األول من القرن األول الهجر ّي، ففي ذلك الوقت ل وذلك بسبب تحدث العرب للغة العربيّة وعدم خطأهم أثناء تكلمهم، ولكن بعد انتشار اإلسالم واتساع رقعته اندمج العرب باألعاجم، وخاف العلماء على اللغة العربيّة من الضياع، ولذلك عمد العلماء في الحفاظ على اللغة، فلجأوا إلى تدوين األحاديث، والخطب، واألشعار، وحاولوا استقراءها واستنباط ما فيها من قواعد، وكل ذلك من أجل تقويم األلسن للنطق الصحيح باللغة العربيّة، هذا فضالً عن ذهاب البعض للعيش مع ً فوا عددا ّ األعراب الذين لم يختلطوا باألعاجم، وكان للعلماء دور متميّز في ضبط قواعد اللغة العربيّة، حيث أل من الكتب المهمة التي اشتملت على دقائق علم النحو. فلماُكانت الفتوحاتُاإلسالمية وتسعت الدولةُاإلسالمية،ُواختالطُالعربُالفاتحينُبالشعوبُالتيُكانتُتحتُ سيطرةُالفرسُوالبيزنطيينُواألحباش،ُودخولُكثيرُمنُهؤالءُفي اإلسالم،ُواضطرارهمُإلىُتعلمُماُ استطاعواُمن العربية،ُوانتشرت العربية كلغةُأساسيةُبينُهذهُالشعوب،ُبعدُأنُأصبحت اللغةُالعربية لغةُ خاصةُبالعربُإلىُلغةُلجميع المسلمين،ُتسربُالفسادُإلى اللغةُالعربية وبدأُيسمع لحن فيُالتخاطب،ُإلىُ أن انتشر وتف اللغةُالعربية داخل األراضيُاإلسالمية،ُولمُيقتصرُاألمرُعلىُ َّشى اللحن والتحريف في المستعربينُبلُوظهر اللحن بين العرب خصو ًصا في العراق، واستفحالُخطرهُوتسربُاللحنُحتىُفيُ قراءة القرآنُالكريم والحديثُالنبويُالشريف.ُكانُمنُاألسبابُالتيُاستدعتُوضعُعلمُالنحو،ُوضبطُ األلسن،ُبتدوينُالقواعدُالمستنبطةُمن القرآنُالكريم وأقوال العرب، والتخلص من آفت ْي اللحنُوالتحريف،ُ ًال التيُقدُتجمع اللفظ والمعنى.ُ في األول ثم أخذ في االنتشار حتى لفت إليه أنظار المسئ قلي ولينُوغيرهمُ من أهلُالحلُوالعقد. إنُعلمُالنحوُمنُأهم علومُاللغةُالعربية،ُحيثُيساعدُفيُالتعرفُعلىُصحةُأوُضعف التراكيب العربَّية،ُ وكذلكُالتعرفُعلىُاألمورُالمتعلقة باأللفاظ منُحيثُتراكيبها،ُويكونُالهدفُمنُذلكُتجنبُالوقوعُفيُ أخطاءُالتأليف،ُوالقدرةُعلىُاإلفهام؛ُفبهُي عرفُكيفية التركيبُالعربي ص َّحة وسق ًما، وكيفية ما يتعل باأللفاظ منُحيثُوقوعهاُفيُالتركيب،ُوالغرضُمنهُاالحترازُعنُالخطأُفيُالتأليف،ُواالقتدارُعلىُ َّق َف . ْهِمه، واإلفهام به ويعتبرُالعلماءُأنُعلمُالنحوُبمكانةُأبي العلومُالعربية،ُويعدوهُمنُأهم علومُاللغةُالعربية والقنطرةُالتيُ نعبرُبهاُعليهُإلىُالتزود بالعلومُاللغوية والعلومُالشرعية وغيرها.ُوعلمُالنحوُدعامة العلومُالعربية،ُ وقانونهاُاألعلى؛ُمنهُتستمدُالعون،ُوتستلهمُالقصد،ُوترجعُإليهُفىُجليلُمسائلها،ُوفروعُتشريعها؛ُولنُ تجد عل ًما منها يستقل بنفسه عن النحو، أويستغنى عن معونته، أويسير بغير نوره وهداه. وإنُعلمُالنحوُ من العلوم المهمةُالتيُالُغنى عنها،ُوهوُمنُأسمىالعلوم قد ًرا وأنفعها. أهمُالمؤلفاتُفيُعلمُالنحو كثرتُالمؤلفاتُفيُالنحو،ُفقدُألفُالكثيرُمنُعلماءُالنحوُالعرب،ُمنُالكتبُوالمتونُالمنثورةُوُالمتونُ المنظومةُعلىُهيئةُقصائدُشعرية منُالكتبُالمؤلفةُفيُالنحو: كتابُالجملُفيُالنحو كتابُالكتاب كتابُألصولُفيُالنحو كتابُالمقتضب ومنُأهمُالمتونُالمنثورةُفيُالنحو: متنُاآلجرمية ومنُأهمُالمتونُالمنظومةُفيُالنحو: نظمُالكافيةُالشافية نظمُألفيةُابنُمالك اشهر علماء اللغة العربية المعاصرين ا يتحدث بها حوالي تعد اللغة العربية أكثر اللغات السامية تحدث 055 مليون شخص حول العالم موزعين على ً الوطن العربي و دول العالم االسالمي هي من اللغات المقدسة بسبب أنها لغة القرآن الكريم من الفروض االساسية التي ال تتم العبادات كالصالة إال بها ، عبر التاريخ االسالمي برز علماء اللغة العربية بشكل كبير و كان ابرزهم الخليل بن أحمد و سبيوية ، عانت اللغة العربية في تاريخها الطويل من ازمات كبيرة إلى أن تم احياءها او انتعاشها مع الكتاب و األدباء كأمير الشعراء احمد شوقي و امين الريحاني الذي ساهم في انتعاش اللغة العربية في اواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين خصو ًصا مع الحركات االستعمارية التي سعت لطمس اللغة العربية. كمال بشر : هو المؤسس لعلم اللغة الحديث كان مسار حياته و دراساته األكاديمية من اجل احياء و نشر اللغة عا ًم العربية عمل على خدمة اللغة العربية على مدار نصف قرن من الزمان و توفاه هللا عن عمر 49 ا حاول من خالل ابحاثة األكاديمية وضع اللغة العربية على خريطة االبحاث العالمية مرة أخرى كان افضل علماء اللسانيات المعاصرين قدم كتب التراث بمفهوم مبسط حصل على درجة الماجستير في الدرس اللغوي المعاصر عام 5420 و الدكتوراه عام 5401 في نفس التخصص يقول المترجم أستيفن أولمان أن كتب كمال بشر من المراجع االساسية في اللغة العربية. الدكتور حسن عبد اللطيف الشافعي : رئيس مجمع اللغة العربية كان اول ازهري يعتلي المنصب ولد عام 8391 و حفظ القرآن الكريم صغي ًرا التحق بالمعهد األزهري ثم التحق بكليتي أصول الدين بجامعة األزهر و دار العلوم بجامعة القاهرة و تخصص بالفلسفة االسالمية من ابرز كتبه علم الكالم و التصوف نال العديد من الجوائز العلمية و اشرف على عدد من رسائل اللغة العربية في مصر و باكستان و ماليزيا من ابرز مؤلفاته االمام محمد عبده و تجديد علم الكالم . حمد توفيق رفعت باشا: كان أول رئيس لمجمع اللغة العربية بالقاهرة و ظل بالمنصب حتى وفاته عام 8311 التحق بمدرسة األلسن كان من اوائل الذين تم اختيارهم لعضوية مجمع اللغة العربية منذ انشاءه عام 8391م . الدكتور شوقي ضيف : عالم لغوي مصري كان الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية ولد عام 8381 بمحافظة دمياط يعد من عالمات الثقافة العربية و اللغة العربية له العديد من الكتب بعلم اللغة العربية مثل كتاب تجديد النحو و كتاب تيسيرات لغوية و سلسلة تاريخ االدب العربي و و كتاب الفصحى المعاصرة و غيرها من الكتب المهمة في علوم اللغة العربية. الشيخ بن عقيل الظاهري : اديب سعودي عالم بالقرآن و التفسير متفنن لعلم الكالم و الفلسفة درس بجامعة محمد بن سعود االسالمية هو عضو مراسل بمجمع اللغة العربية بالقاهرة و عضو مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة. الدكتور عبد العزيز بن على الحربي : استاذ القراءات و التفسير بجامعة ام القرى و مؤسس مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة و رئيسه الحالي له فضل كبير علم القراءات و التجويد و قراءة القرآن الكريم عين مدير لمركز احياء التراث عام 8111 هجرية. الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف رفاعي : من ابرز علماء اللغة المعاصرين انتخب رئيس لمجمع اللغة القاهرة و هو استاذً العربية ب ا بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة حصل على درجة الليسانس باللغة العربية و العلوم االسالمية خالل مسيرته الطويلة عمل على خدمة اللغة العربية هو اآلن عضو بمجمع اللغة العربية بمكة المكرمة و عضو جمعية األدب المقارن المصرية. حسنى سبح: لغوي سوري و معرب العلوم الطبية كان رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق له كتب كثيرة في تعريب المصطلحات للغة العربية خصو ًصا المصطلحات الطبية. اإلختتام إن أخطر ما في هذه الدعوات المجازفة فى قضية التجديد للنحو الدعوة بإلغاء اإلعراب، ألنه تجاوز حدود اإلصالح الذي يعني البناء، فهو الهدم بمعناه الواقعى، وقد كانت هذه الدعوات مقدمة للدعوة إلى العامية التي انخرط في سلكها عدد من كبار الباحثين. وهي دعوة ال تستند إلى أساس علمي، وإنما إلى فرض لم يقع دليل على صحته. وأن قواعد اإلعراب هي أكبر مصدر للصعوبة في النحو، فال مفر من إلغاء ظاهرة اإلعراب إذا أردنا تحقيق التيسير واإلصالح المنشود، كما أن هذه الدعوات تقوم على أساس قياس مرفوض لغويا وهو أن بعض اللغات األخرى تفوق العربية سهولة وقدرة على األداء؛ ألنها خالية من النحو! فال يوجد ما يقطع بأن سر السهولة في تلك اللغات – إن وجدت – إنما هو خلوها من اإلعرا ٍب و النحو. وهللا المستعان وعليه التكالن.
Subscribe to:
Posts (Atom)